صــــــ صمت ـــــمــــ صمت ــــت

قررنا الفراق والرحيل
قررنا نتتزع الروح من الجسد
ولكن فى صمت صمت
وقال لى انه قرار موته
أضحكنى بدموع اغرقت عيني
ويدي على قلبي يعتصر من شدة الألم
إنه ليس فقط قرار موتي
إنه إنتزاع كل شىء داخلي

الموت راحه
ولكن كيف الراحه لي الآن
ونظرت خلفى وحملت قلبى ورحلت
كلاً منا في صمت صمت !!
لا أعلم ما وراء هذا الصمت !!!

وأنا التزم السير ولا أعلم إلى أي مكان أتجه
عيني ماكل هذه الدموع
الأرض أصبحت غارقة بدموعي
وكأن دموعي تحدد مكان سيري
ولكن وقفت ونظرت خلفي مرة أخرى

لم آراه !!
آين هو ?
آين هو ?

وسرعت بالجري وإتجهت للمكان
لكي آراه
ولكني لن آراه !!
وبأعلى صرخاتى قومت بالنداء عليه

أين أنتِ ؟
أين أنتِ ؟

لا أريدك ترحل
هل إنشقت الأرض وإبتلعته !!
إرتميت على الأرض وأنا أصرخ وأبكي
يا ربى لا أريدها ترحل ... لا أريدها ترحل
أتعذب من قرارى هذا
أتعذب لبعدي عنها

قدمت له كل ما أملك
حبي كان أكثر من جميع البشر
خوفي وحناني كان بدون حساب
نزعت قلبي وقدمته له
وعندما قدم قلبه لي
قومت بالحفاظ عليها

لا فكرت يوماً أخونها
لا فكرت يوماً أهجرها وأنساها
وإن كان
كان مجرد تفكير وسريعاً ما يزول
لكن رحيلها كان قرار
وليس قرار موتها مثل ما قالت

ولكنه موتي أنا
أخذت أمسح بيدي دموعي

والملم قلبى بيدي
وإرحلي مثل ما إتفقنا وقررانا الرحيل
تائهه فى سيري
وأنظر للطرق كلها شبيه لبعض
أخذت بمسح وزوال دموعي لكي أرى

خفت بأن أكون فقدت بصري من شدة بكائي
أخذت أمسح دموعي أكثر و أكثر
وكأنها تعاندني وتسيل مرة آخرى
أخذت أنظر إلى منزلي
وأتسأل هذا هو منزلنا أم أنى تائهه

أتجهت إلى المنزل
والدتي نظرت لي بتأمل شديد
إبنتي ما أبكاكي ؟؟
ما اصابكي؟؟

ولكني فى صمت صمت !!
وإتجهت إلى غرفتي
وأخذت أبحث هنا وهناك
عن حافظة الصور
لا أريد طيفها من الآن
لا أريد صورتها
لا أريدها
لقد وجدتها
أخذت أحتضانها وآبكي
ولكن نظرت لها
وكأنها معي تحدثني وحدثتها

كل ما بيدي قررت تقطيعه
أنظر إلى صورتها وأسمعها تكلمني
وتقول لي :
هل قلبك يطاوعك ؟
إنني أعلم بأني داخلك

ياربى ما هذا ؟؟

أرجوك إرحمني إرحمني
وأخذت صورتها معي
ووضعتها تحت وسادتي
ووضعت وجهي عليها
لكي أنام و أرتاح
ولكن لا مكان للراحه من الأن
من شدة بكائي عيني أغرقت بالنوم
وفجأة أستيقظت وكأن أحد يقوم بإيقاظي
ولكن هذا الوقت كنت أنتظر منها تليفون

لكي نصلي الفجر سوياً
وكأن صوتها معى ولا يفارقني
سمعت صوت الأذان راحة إمتلئت قلبي
أخذت أكرر الأذان بصوت عالي
لكي أرتاح أكثر و أكثر

ورفعت يدي الى الله
ودعيته بأن يرحمني برحمته
بأن يشفي قلبي من هذا العذاب
بأن أتخلص من هذا الصمت القاتل
صمت يحرق قلبي ويعتصره ألماً
لا آعلم هل وقف قلبي عن النبض
أم أن هذا صمت بعد الموت

أم أنه صمت الرحيل
وسمعت جرس التليفون
وكأن الرنين بدون رنين
رفعت بيدى السماعة لكي أقوم بالرد

ولكن ما هذا ؟؟
ولا شىء
لا أحد يتكلم
وكأن العالم إلتزم الصمت
إتجهت إلى سريري في سكون تام

وأصبح كل شىء فى صمت

وفيك اكتير